أمسكتٌ الوردة

عدد المساهمات : 518 تاريخ التسجيل : 13/07/2009

أمسكتٌ الوردة التي أهدني إياها وبدأت بتقبيل ساقاها التي ألتفت أنامله حولها، ومع كل قبلة أطبعها يطرح قلبي تساؤلات عدة وأجيب عن نفسي بنفسي

قائلة "يكذب نعم يكذب أنه يتجاهلني ويحاول التلاعب بمشاعري فتارة يهديني وردة وتارة يبدي لي تجاهلا"، أحاول إن أفهمه لكني كلما فكرت

فيه وصلت لنقطة مستحيلة معه فأقف بحيرة عند مفترق طرق والتي تتمثل لي على هيئة نصف دائرة فتتساوى كل الاحتمالات عندي

وتنتهي الأسئلة،ف كلما تذكرت ما حدث لي معه أتساءل هل ما أشعر به حقيقيا أم ماذا ؟ أما أن شغبي أحاطني بدائرة من الوهم جعلني أسيرة له ..!ربما لا أدري ولكن

أعتقد أن الأيام تحمل لي في جعبتها الكثير

في بداية تعارفنا أحسست أنه يظنني ألعوبة يسهل العبث بها ..

ويستطيع تحريكها كيفما يشاء كدمية خشبية ولكي أثبت له عكس مايظن بي أصبحت صارمة تجاه أي أريحيه أو عفويه يبديه لي في تصرفاته،

أحاول إن اثبت أني لا أرضى عن عفوي الكلمات وزلات اللسان التي يفعلها بعفويه والتي أشك أحياناً أن ورآها قصد ..

و ذات مرة سألني "أنتي من مواليد أي شهر"
رددت له بأستغرب "لما السؤال..؟"
قال لي" لاشيء مهم ..فقط أحببت أن اريد اعرف الشهر فقط وليس السنة..
صدقني لن أحرجك بالاعتراف بسنك .." نظرت له بتعالي ثم قلت

_ "حسنا سأقول لك َولكن لماذا ..؟"

_ "اريد أن اعرف فقط .."

أتريد أن تعرف برجي أيتوافق معك أم لا ..؟ثم

أطلقت ضحكة ساخر، نظر لي بنظرة غضوب مكبوتة في أنفاسه

ثم قال " ليس كما تظنين ولكن درست قانون

المربعات الأربعة وأريد أن اعرف من أي شهرا أنتي"

جاوبته والفضول يملؤني :

_ "حسنا .. حسنا ..سأجاوبك لكن قل لي

ما هو قانون المربعات الأربعة..لأول مرة أسمع عنه !!"

_ "قولي لي ما هو شهرك أقول لك من تكونين وسأشرح لك المربعات الأربعة"

_ "لا قل لي أولا ما هو هذا القانون ..؟"

سألني بضيق "هيييا جاوبيني " فأجابته بعناد

يغلف كلماتي "لا لا ..قل لي أنت أولا ماهو هذا القانون لكي أقول لك .."قاطعني بانفعال شديد ممزوج بضحكة جميلة "شهر كم..!"

قلت له "لالا" قال"ماهو لا "ثم ضحك ،

أجاوبه وأنا أحاول كتم ضحكة بداخلي "_ لا اريد إن أقول لك أي شهر.. قالي أنت ماهذا القانون..! "

_حسنا..سأقول لك أيتها الآنسة العنيدة.. قانون المربعات الأربعة هو دراسة فلسفيه معروفه..أحب أطبقها مع من اريد أن اعرف طريقه تفكير ه"

ضحكت بسخرية مفتعله
و بادرته قائلة " وتريد إن تعرف..! طريقه تفكيري صدقني الأمر أصعب مما تتصور "كتم غضبه الذي بدا يزداد جراء سخريتي المتواصلة

وقال بعد أن اخذ نفسا عميقً"سأضع بين يديك 6

شهور وأستثني 6 شهور أخرى " قلت "حسنا هات ما عندك"
قال لي بجدية " _ السنة 12 شهر أليس كذلك ..
هززت رأسي موافقة ثم واصل
قائلاً" أنتي لستِ من شهر ابريل ولا مايو ولا يونيو ولا
يوليو ولا أغسطس ولا سبتمبر أنتي من شهر مارس أو فبراير أو يناير أو ديسمبر أو
نوفمبر أو أكتوبر وهذا الأمر أنا متأكد منه تمام "

قلت له " مخطئ .. أنا من مجموعه الأشهر الأولى "
نظر لي بأستغرب ثم قال

"ماذا تقصدين ..أي الشهور .. قصدك ابريل ومايو ويوليو وأغسطس وسبتمبر .."ثم سكت برهة ليقول " هل أنتي من مربعنا ..مستحيل لا يمكن .."
اندفعت بكل دهشة "من انتم ..!!"
سكت فأكملت ..قائلة :
"صدقني أنا من تلك الشهور ..عموما أنت
حر إن صدقتَ آو لا "ثم أكملت بملل ..أنا استئذان لدي موعد مهم "
تطلع علي بنظره ملؤها العتاب وظننتها حقدا ثم قال :" لا أظنه سوى عناد "
وقفت مذهولة من تلك النظرة ..وقلت له بكل غل الدنيا " يقال أن لكل قاعدة شواذ ..ولست أعرف لما تنظر لي الآن بحقد ..الأمر لا يستحق ..لماذا لا تعترف انك مخطئ "

وتركت المكان بعد أن أطُبق بصمت ،ضحكت من شقاوتي بعد أن أغضبته وتبسمت لنفسي بغرور وتمتمت داخلي قائلة " وأدخلته لمصيدتي "ورغم أيماني العميق أن لكل نظريه وقاعدة شواذ كما أسلفت له إلا أني اشعر بأن تجاهله لي في الفترة التي تلت حوارنا جعلتني أشعر بحبه ..وبكبرياء أنثى ظالمة ..أعجبتني الحكاية وارتأيت أنها طرفه ومسليه للوقت وبغرور الأنثى أيضا ظننت انه سيأتي باكيا مترجيا حبي وان ارحمه من لهيب العشق لذي يؤرق ليله ونهاره ، فتحت لستة البريد فلم أجده فاستنتجت انه وضعني ضمن قائمة الحضر لديه ووضعته أنا ضمن قائمة التجاهل ،..مر أسبوع على حالنا ولم أره وقلبي زاد اشتعال للعبث مع هذا الرجل بل أصبحت كل صحوتي وقوامتي في تفكير له " ترى هل يفكر بي ألان ..؟" سؤالا تلجلجا بخاطري كثيرا .. وعند حد الشوق العالي لم استطيع صد موجه ، أقنعت نفسي بأني سأستمر بالعبث به وأخط رسالة اعتذار له

أجيبه فيها عن كل تسأ ولاته وأسفي الشديد على هجومي إلا مبرر حين حديثنا

فتح الحضر بعد اقل من عشر دقائق من أرسلها وواصل تجاهلي ..وبات قلبي أسير له حينما قرأت رسالة خاصة وضعها في رأس بريده "أن كيدهن عظيم "

وحينما مللت من الشوق الذي سيطرا على

كياني أقنعت نفسي مرة أخرى بأني أجاريه في العبث لا أكثر

سألته" قرأت رسالتي؟" قال" نعم "

قلت له "ولما لم ترد؟"

قال لي" وعلام أرد على عبثك أم أجاريك به" صمتّ لحظتها وقالت" أي عبث "

قال لي :سهى .. لا تعبثي معي لأنه حينما أجاريك

في العبث سأقتل قلبك عشقا بي قبل إن تمدي يديك

لتحريك قلبي ،ذهلت من كشفه السريع لعبثي ..ولجرأته في الحديث ..
رغما أني ظننت أنا من يعبث معه...!!!
ترى هل استطيع مجاراته في الشغب..
أما اكتفي بموت قلبي حبا به ؟ ومن العابث
والمبعوث في الحكاية ؟ أليس من لعب بالنار رجم بها؟
تساؤلات مضنيه أهلكت تفكيري وقطعتُ
نتيجتها كل بتلات الوردة التي أهدني إياها حتى غدت ساقاً بلا أورق.